جيل زمان ..... إعادة رؤية الماضي بعيون الحاضر

اشخاص شاهدوا الموضوع



كتبت - د/ نهى نافع - المدرس بالقسم النقد والتذوق الفني بكليه التربيه الفنية 


في سياق من العرض الفني التثقيفي والمفاهيمي ذو رسالة ومضمون تربوي مؤثر، قدم مجموعة من الفنانين: رنا محمد، رامي عماد، سلمى عادل، سلمى أيمن، سارة نبيل، سارة عمرو، حنين محمد.  خريجي كلية التربية الفنية شعبة (التثقيف بالفن) عرض لفيلم بالرسوم المتحركة بعنوان (جيل Z زمان) وذلك تحت إشراف الدكتورة نهى حامد نافع المدرس بقسم النقد والتذوق الفني، كلية التربية الفنية، جامعة حلوان.



جاء مسمى الفيلم بهذا الإسم (جيل Z زمان) وهو مسمى يجمع بين جيل الماضي (جيل زمان) وجيل الحاضر (جيل  Z) في إطار من إعادة رؤية الماضي بعيون الحاضر. وجيل Z أو Generation Z والمعروف بإختصار  Gen Z؛ 


المقصود به الجيل الذي بدأت مواليده من نهاية التسعينيات حتي بداية الألفينات. وهو ما يعرف بالجيل الرقمي، أو جيل الانترنت. حيث وُلد هذا الجيل في بيئة معززة بالتحول الرقمي للكثير من العمليات الحياتية، ويتميز بقدرته الفائقة على التعامل والمواكبة لمستجدات ومستحدثات التكنولوجيا والإلكترونيات المتسارعة،


 وكذلك بقدرته على أداء المهام المتعددة باستخدام مهاراته وذكاءاته المتعددة. هذا إلى جانب التغيرات الأيديولوجية والثقافية في المجتمعات المختلفة، وبالأخص في عالمنا العربي؛ على أثر الأحداث السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والصحية الحاصلة في حوالي عقدين من الزمن. والتي تعد بمثابة نقاط فاصلة كان لها الأثر الكبير في تشكيل عقلية وشخصية ذلك الجيل. 


بحيث يتطلب منه ضرورة التغيير في الأفكار، وطرق المعيشة بمعدلات تتزايد في سرعتها في وقتنا الحاضر لم تكن على نفس السرعة من التَبدُل في أي وقتٍ مضى. 



جاء الفيلم ليناقش فكرة ضرورة التغيير في حياة ذلك الجيل. وتعرية المساوئ والأضرار التي قد تحدث في حالة التشبث والتمسك بسبل الماضي الموروثة دون أدنى تدخل من الحاضر المُعاش. بالإستناد في قول المفكر وعالم الإنسانيات الفرنسي بول ريكور "إن التقدم في الحياة ليس عملية إكتساب بل عملية تخلي"


وتدور احداث الفيلم لتوضيح  مضمونه ورسالته الموجهة لكل الفئات من الجمهور. والتي يقدمها بطل الفيلم "حكيم راضي حكيم" طالب التربية الفنية الشاب الذي سُمي على أسم جِدهُ، ووَرثْ عنه العديد من المَوروثات المادية وغير المادية؛ التي انتَقلت له عبر الأب "راضي" . 


ولعل تلك المسميات المعطاه لكل شخصية في الفيلم تبعث في نفس المتلقي وصف لطبيعة كل جيل في التعامل مع الواقع الذي يعيشه، وكيفية نقله للجيل الذي يليه.


حيث تم الترميز لمفهوم الواقع الموروث والذي يعيشه ذلك الجيل من الشباب بالبدلة البنية اللون التي ورثها الشاب "حكيم" أبًا عن جد. حتى أسمه أيضًا نُقل إليه من أسم الجد. فهو لم يختار أي شيء نُقل له عبر الماضي ولكن الحكمة هي الأختيار لطبيعة التصرف والتعامل مع تلك الماضي فأخذ "حكيم"  من أسمه وَتَصرف بحكمة؛ واستفاد من علمهِ وفنهِ في مواجهة مشكلاته التي يحياها. وعزم على التعامل معها بإيجابية وحسن تصرف؛ مؤمنًا بضرورة تغيير الواقع لما هو أحسن وأفضل، 



والوصول إلى الشكل اللائق بحياته التي يعيشها وليست التي انتقلت إليه من الماضي دون أدنى تدخل منه.  لم يستسلم "حكيم" فسهر، حاول، أصلح، نجح، ثم فشل. وقع ثم قام من جديد، متحليًا بالحكمة، والصبر، والمثابرة، ومؤمنًا بالعمل الجاد. وفي النهاية، أبدع، وابتكر، ونسج لنفسه حاضرًا مبهرًا. كي يخطو به أول خطوة في بداية مشوار مستقبله الذي طالما حلم به. 


وبالرغم من أن الفيلم وسياق العرض الفني من أعمال فنية في تخصصات التصوير والخزف والتجهيز في الفراغ المصاحبة لعرض الفيلم؛ تسعى جميعها إلى تقديم مفهوم ضرورة التغيير إلى أنها تقدم الدور التربوي لذلك التغيير في حياة الفرد. بحيث لا يفصله عن هويته وجذوره الثقافية والإجتماعية، وتسليط الضوء نحو أهمية الانتقاء لما يجب عليه الحفاظ والاحتفاظ به من نفحات الماضي بل واتخاذها وسامًا على الصدر بكل فخر واعتزاز.





والجدير بالذكر ان هذا الفيلم استغرقت مدة تنفيذه عام دراسي كامل للعام الجامعي 2023-2024 أثناء فترة التدريب الميداني للفنانين المذكورين أعلاه، وهم في الفرقة الخامسة في أخر سنة قبل التخرج. وبعدها انتظر فريق العمل اللحظة المناسبة لعرض الفيلم على الجمهور مع بداية العام الدراسي الجديد 2024-2025، واستمر العرض خمسة أيام 


في قاعة الشهيد أحمد بسيوني بمقر كلية التربية الفنية في الزمالك. داخل سياق من العرض الفني والمفاهيمي لتجسيد الأفكار والأجزاء الموجودة داخل الفيلم؛ لتهيئة عقل المتلقي والتوضيح والتأكيد على فكرة الفيلم قبل وبعد المشاهدة والتلقي. 


حيث تم أفتتاح المعرض من الأستاذ الدكتور أحمد حاتم عميد كلية التربية الفنية والأستاذة الدكتورة مها مزيد وكيل كلية التربية الفنية لشئون البيئة والمجتمع، والأستاذ الدكتور نبيل عبد السلام وكيل الكلية السابق للدراسات العليا والبحث العلمي، والأستاذ الدكتور محمود حامد عميد كلية التربية الفنية السابق، وبحضور كوكبة من أساتذة وفنانين ورؤساء الأقسام بكلية التربية الفنية، ومجموعات من الطلاب والخريجين والمهتمين. 


حيث أتى المعرض كجرعة فنية تربوية متكاملة؛ انطلق نجاحها من الرسالة التي تسعى إليها كلية التربية الفنية في إعداد معلمًا وباحثًا وفنانًا متميزًا في مجالات الفنون والصناعات الثقافية، قادرًا على الإبداع والمنافسة في سوق العمل، وراغبًا في تنمية المجتمع والبيئة في إطار من الالتزام الأخلاقي.    وشهد على أثرها عدد كبير من الحضور الجماهيري الغير مسبوق.

اضف تعليق

أحدث أقدم