كتب - الباحث يوسف السادات
كان الأمير برسباي الدقماقي نظام الملك في عهد الصالح محمد بن الظاهر ططر وبقي الأمير برسباي هو صاحب الحل و العقد و كان الصالح محمد معروف عنه ان تصرفاته كانت طفولية فقام الخليفة العباسي داود بن المتوكل علي الله بعزل محمد بن ططر و اللي كان عمره ١١ سنة .
تولي الأمير برسباي السلطنة و تلقب بالملك الأشرف وهو ثامن سلاطين دولة المماليك الجراكسة فلما تولى الأشرف برسباي اكرم الصالح محمد و والدته و لم يسجنهما و زوجه و سمح له في كل يوم جمعة بزيارة قبر والده السلطان ططر و كان يذهب بصحبة محمد ابن السلطان برسباي إلى المطريه للنزهة .
و كانت أول قرارات وأعمال الأشرف برسباي هي إبطال عادة تقبيل الأرض بين يد السلطان ؛ و أمر بإعادة فتح باب مدرسة السلطان حسن بميدان الرميلة و بإعادة رفع الأذان من مئذنة و اللي كانت سلالمها مكسورة من أيام الظاهر برقوق .
في أول شهر رجب سنة ٨٢٦ ه ابتدت أعمال إنشاء مدرسة السلطان برسباي بالشارع الأعظم ( شارع المعز لدين الله حاليا ) و كان مكانها فندق و محلات فاشتراها منهم السلطان و أرضي أصحابها في الثمن.
أمر السلطان الأشرف برسباي بوقف إنتاج السكر و منع بائعي السكر و صناع الجلوس من الشراء من اي حد غيره و أصبح السلطان هو تاجر السكر الوحيد في بر مصر المحروسة وأمر بمنع بيع الفلفل الأسود و المنسوجات القادمة من الشام و العراق نظراً لمكسبهم الكبير و اصبح البائع و المستورد الوحيد لهم في الديار المصرية هو الملك الأشرف برسباي .
و في عهد السلطان برسباي كانت الفرنج من سكان جزيرة قبرص تتعرض للسفن المصرية و الشامية في البحر المتوسط و تسرقها فما كان من سلطان مصر و الشام و الحجاز إلا إعلان الجهد ضدهم و بالفعل نجحت حملة السلطان الأشرف برسباي في هزيمة القبارصة وأسر ملكهم جينوس ابن جاك وطاف به الجنود وهو راكب على بغل في شوارع القاهرة و ما إن وصل إلى باب قلعة الجبل كشف عن رأسه و نزل علي الارض يقبلها و دخل إلي القاعة و كان يرتعش في قيوده و كان السلطان برسباي جالساً علي العرش بحضور أمير مكة المكرمة و رسل سلطان بني عثمان و رسل حاكم تونس و رسل نواب السلطان على الشام و رسل أمراء التركمان نزل ملك قبرص على ركبه أمام سلطان مصر يعفر وجهه في التراب و اغمي عليه و أمر السلطان الأشرف برسباي بتعليق خوذة ملك قبرص على مدخل المدرسة الأشرفية بشارع المعز لدين الله .
و بعد عصر يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة عام ٨٤١ ه توفي السلطان الأشرف برسباي عن عمر ناهز ٧٥ سنة و دفن بالمدرسة الخاصة به في صحراء المماليك و مدة سلطنته في الديار المصرية ١٦ سنة و ٨ شهور و بضع أيام .
من عمائر الأشرف برسباي : مدرسته العظيمة بشارع المعز لدين الله والصهاريج بالجامع الأزهر و المدرسة التي بناها بصحراء المماليك و مدرسه اخرى فى الخانكاه بالقليوبية .
وقال ابن إياس في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور عن السلطان الأشرف برسباى " وكان الاشرف برسباى ملك جليلا مبجلا في موكبه منقاداً إلى الشريعة يحب اهل الشريعه ويقرب الفقهاء وكان وافر العقل و سداد الراى عارف بأحوال المملكة كفوا للسلطنة وكان عليه سكينة ووقار" - بتصرف -
ممتاز🥰🥰🥰
ردحذفإرسال تعليق