تعرف علي المراحل الأولى للحضارة المصرية

اشخاص شاهدوا الموضوع

 

المراحل الأولى للحضارة المصرية

كتبت : الباحثة مروة أبو عامر

بدأت المراحل الأولى للحضارة المصرية شأنها فى ذلك شأن أية حضارة قديمة , فقد بدأت بفتره عصور ما قبل التاريخ وهى الفترة التى تمثل أولى خطوات الانسان المصري نحو بناء حضارته وهي الفترة التي عاش المصرى القديم فى بدايتها جامعا للقوت ثم تحول في نهايتها الى منتج للقوت بعد ان نجح في استئناس بعض الحيوانات وإيقاد النار و معرفة الزراعة و فيما يلى استعراض لتاريخ مصر فى تلك العصور :

 

اولا : العصور الحجرية : و يشمل هذه العصور المراحل التالية :-

1 – العصر الحجري القديم " الباليوليتى" :

 

سكن الإنسان القديم في هذا العصر الوادي الارنى من ضفاف النيل و التي كانت مياه الأمطار فيه كثيفة و دائما ما تعوق حركته أيام ما كانت الأمطار تسقط بكثافة في كل أنحاء الوادي و لذلك كانت الصحراوات اليوم هي غابات كثيفة قديما و ممتلئة بالحيوانات الضارية التي تكافح من أجل البقاء ضد الإنسان  نفسه ،

و من هنا أعمل الإنسان عقلة المحدود و حاول صيد هذه الحيوانات كي يستخدمها كغذاء له  إلى جانب التقليل من تلك الحشائش النامية من هطول الأمطار ، و لذلك على سبيل التخلص من هذه الوحوش الضارية كان لابد من اداوات يصنعها لكى يقاتل هذه الحيوانات ،و من هنا جاءت الادوات الحجرية التى وجد خاماتها فى بيئته بكميات هائلة وبدأ الانسان القديم يهذب تلك الأدوات ليستخدمها في أغراض محددة . 

 


 

2 – العصر الحجري الوسيط " الميزوليه"  : -

فى هذا العصر توصل الإنسان الى معرفه النار و اكتشافها و التى جعلت أدواته الحجرية أكثر تهذيبًا و أكثر حدة خاصة بعد أن اهتدى الى استخدام النار فى طهى و اضافه الحيوانات المحيطة به .


   

3 – العصر الحجري الحديث " النيوليتي "  :

أطلق عليه العلماء ايضا العصر الحجري المهذب حيث قام أهله بتهذيب أدواتهم تهذيبًا متقنًا لاستخدامها فى أغراض مختلفة حتى ظهرت ما تعرف باسم النصال دقيقة الصنع ، و فى هذا العصر اهتدى الإنسان إلى معرفة الزراعة و ما تبعها من استقرار فى حياته ، كما عرف تربية وترويض الحيوانات الأقل ضراوة و الاكثر نفعا مثل الخراف و الثيران و غيرها 

أما أهم ما يميز هذا العصر هو صناعة الفخار الذى تعلمها بعد اكتشافه للنار ليصنع منه أدواته الخاصة بالحياة اليومية كما تعلم صناعة السلال و الحبال و الحصران

 

و من أشهر الحضارات التي نشأت فى هذا العصر هى حضارة مرمدة بنى سلامة و حضارة دير تاسا وفيما يلى إستعراض لهم : 

 

أ/ حضارة مرمدة بنى سلامة : -

تقع بالقرب من حافة الدلتا الغربية بمحافظة المنوفية و قد عثر عليها العالم  "يونكر " عام 1928 م  و اوضح حين نشرها ان اهلها احترفوا الزراعة و كانوا يخزنون حبوبهم فى صوامع مشتركة يتناوبون على حراستها و كان لهم قطعان من الخراف و الماشية و الماعز و قد استخدموا الشرشرة في الزراعة لقطع أعواد القمح ، كما كان سكانها يلبسون الكتان بعد غزله و كانوا يدفنون موتاهم فى ارضية منازلهم التي أخذت هيئة الأكواخ ، كما كان فخارهم اسود بسيط في شكله  .

 

ب/ حضارة دير تاسا : -

تقع على الجانب الشرقى لنهر النيل على مقربة من البداري بمحافظة أسيوط و قد قام بالتنقيب عنها كلا من برنتون و سامى جبره  عام 1928م  و عثروا على مقابر أهلها و التى كانت عبارة عن حفره بيضاويه الشكل عمقها يبلغ المتر غالبا ما يكون بجدارها الغربى فجوة صغيرة يوضع بها الأثاث الجنائزي

و هي أدوات الحياة اليومية التي يستخدمها المتوفى فى العالم الآخر و يوضع بها المتوفى فى هيئة القرفصاء ورأسه الى الجنوب ووجهه تجاه الغرب و تحت الرأس وسائد بسيطه من القش أو الجلد و يلف جسده بالكتان و الحصير ، أما فخار حضارة دير تاسا فكان أحمر اللون ذو حافة سوداء .

 

 4 – عصر بداية المعادن :-

و هو العصر الذى اهتدي فيه الانسان الى اكتشاف المعادن و استخدامها و كانت مراكزه الحضاريه كالتالى : -

 

أ / حضارة البدَّارى : -

تقع بمحافظة أسيوط وكانت منازلهم تصنع من موادَّ نباتيَّة خفيفة لم يبقى من الزَّمن عليها وقد عرف أهلها استخدام النُّحاس وخاصَّةً في الحليِّ وعرفوا الألوان والأصباغ وتزيَّنوا بها كما استخدمو الملاعق في طعامهم كما اهتمو أيضًا بصناعة الفخَّار وترقيق جدران أوانيه ،

كما استخدموا العصا المعقوقه لصيد الطُّيور ، أمَّا مقابرهم فكانت عبارة عن حفرة بيضاويَّة مكسوَّة بالحصير ويرقد بها المتوفَّى على جانبه الأيسر ورأسه إلى الجنوب من ناحية الغرب مثل أهل دير تاسا .


ب / حضارتي نقَّاده الأولى والثَّانية :-

يتميَّز هذا العصر من تاريخ مصر بالتَّقدُّم والرُّقيِّ في شتَّى الميادين الحضارة فنجد أنَّ فخَّارها يتميَّز بالدِّقَّة في صقله وكان فخَّارًا أحمر ذو حافَّة سوداء ونوعًا آخر كان مصقولاً وعليه رسوم بيضاء متقاطعة وقد صنع منه المصريُّ القديم الطَّواجن والأكواب والأواني المتعدِّدة ، كما عثر أيضًا على أمشاط للزِّينة وتماثيل نسائيَّة تبدو وكأنَّها تصوير لإلهات أمَّهات في تلك الفترة ، أمَّا عن فخَّار نقَّاده الثَّانية فكان فخارخاص ذو رسوم حمراء تكثر فيها الصُّور الآدميَّة أو صور المراكب



وأيضًا تمَّ تصنيع الصَّلايات الَّتي استخدمت في طحن الكحل والَّتي كانت غالبًا من الاردواز الأخضر أمَّا عن مقابر نقَّاده الأولى فكانت مثَّل حضارةً مرمدة بني سلامة ودير تاسا الَّتي لم تخرج عن كونها حفرةً بيضاويَّةً يلفُّ فيها المتوفَّى بالكتَّان وجلد الماعز .

في حين جاءت مقابر نقَّاده الثَّانية عبارةً عن حفرة مربَّعة أو مستطيلة مكسوَّة بالطَّمي من الدَّاخل أو البوص مع وضع المتوفَّى بنفس الوضع التَّقليديِّ .

 

ج /  حضارة المعادى : -

تعتبر هذه الحضارة نموذج خاص لاستخدام المعادن فى مصر السفلى حيث كشفت حفائرها جامعة القاهرة بها عام 1930 عن مساكن عظيمة الامتداد التى اتخذ اغلبها الشكل البيضاوى و يتم النزول إليه بسلم حجري غير منتظم و استخدم فيها المصرى القديم أفرع النباتات و الأشجار ثم غطاها بطبقة من الطين و بجوار هذه المنازل عثر على حفر كبيره و صغيره استخدمت لتخزين الحبوب و المواقد و دق و صحن الحبوب ،


كما امتاز فخار هذه الحضارة بكونه احمر اللون املس أو الاسود المصقول كما عثر على قطع دقيقة الصنع من الخرز و التى تدل على براعة هذه الحضارة في صناعة العقود المختلفة المصنوعة من العقيق الاحمر و البلور الصخرى و اللازورد و غيرها كما عثر على قطع من الامشاط المصنوعة من العظام و كميات من الصنانير والمثاقب و الأزاميل النحاسية .

 

اما عن المقابر أهل المعادى فجاءت بعيدة عن مساكنهم فى جبانه منفصلة أما الأجنة الصغيرة فكانوا يدفنوها بالمنازل بداخل مدور أو حفر عميقة و كان المتوفى يوضع داخل حفرة مستطيلة بسيطة فى هيئة القرفصاء و بجواره العديد من الأواني الخاص بالمأكل و المشرب.

 

اضف تعليق

أحدث أقدم