كتبه - أحمد شوقي
سيد درويش عندما قام المصري
الفنان سيد درويش هو أحد أبرز أعلام الموسيقى العربية في القرن العشرين ويعد من رواد النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي. ساهمت ألحانه وأغانيه في إحداث تحول كبير في الموسيقى العربية وتطويرها لتصبح أكثر تعبيرًا عن الشعب والواقع. في هذا المقال سنتناول نشأته أهم أعماله مسيرته الفنية وحياته الشخصية حتى نهايته المبكرة.
نشأة سيد درويش وبداية حياته
وُلد سيد درويش في 17 مارس عام 1892 في حي كوم الدكة بمدينة الإسكندرية. كان ينتمي لعائلة بسيطة وتربى في بيئة متواضعة مما جعله قريبًا من معاناة وهموم الناس. منذ صغره ظهر شغفه بالموسيقى حيث كان يردد الألحان في جلسات الذكر الصوفية التي كانت تُعقد في الحي وتعلم الترتيل والتجويد من خلال دراسته في الكتّاب حيث كان والده يريده ان يصبح شيخا يحفظ القران و يجوده .
بداية تعلقه بالفن
في سن العاشرة كان
قد أجاد القراءة والكتابة وحفظ قسطاً كبيراً من القرآن وعندئذ توفى أبوه فصممت أمه
على أن يتم تعليمه كما أراد أبوه ونقلته من الكتاب الى مدرسة تصادف أن كان فيها معلم
يهتم بتحفيظ الأطفال الأناشيد الدينية والقومية و استرعى الطفل سيد درويش انتباهه فخصه
بعنايته وجعله يقود الأطفال في ترتيل الأناشيد، ونمت معه موهبته وخرج من حدود الحي
وأصبح يرتاد الأحياء الشعبية الأخرى ويستمع إلى مشاهير الشيوخ المقرأين والمطربين الذين
يحيون الأفراح والمناسبات الدينية وفي سن الخامسة عشرة وجد أنه يستطيع أن يكسب عيشه
من الغناء في الأفراح والموالد بما حفظه من التواشيح والأناشيد الدينية فتوقف عن الدراسة
وتفرغ للغناء والإنشاد وكان بالطبع مقلداً لمشاهير المطربين والمقرئين..
أبرز أعمال سيد درويش
ساهمت أغاني وألحان سيد درويش في إحداث نقلة نوعية في الموسيقى العربية و من أشهر أعماله:
أغنية "بلادي بلادي": التي أصبحت نشيدًا وطنيًا لمصر ولحنها سيد درويش بروح وطنية تعبر عن حب الوطن.
أغنية "الحلوة دي قامت تعجن": من الأغاني الشهيرة التي تعبر عن الحياة اليومية للمصريين، و تتسم بالأصالة والعفوية.
أغنية "أهو ده اللي صار": تُعتبر من الأغاني الثورية التي استلهمت من الأحداث السياسية والاجتماعية التي كانت تجري في مصر في تلك الفترة.
أغنية "قوم يا مصري " و تعتبر نواة الألحان الوطنية في ثورة 1919 .
اغنية "انا هويت و انتهيت " و تعتبر من الأغاني العاطفية الخالدة لوقتنا الحاضر .
وإلى جانب هذه الأغاني قدم سيد درويش العديد من المونولوجات والمسرحيات الغنائية التي لحنها لفرقة نجيب الريحاني وعلي الكسار. وقد تميزت ألحانه بروح الفكاهة والبساطة مع إضفاء عمق موسيقي غير مسبوق.على الرغم من صعوبات الحياة كان سيد درويش يتمتع بروح مرحة وسعي دائم للتغيير فكان يؤمن أن الفن قادر على نقل رسائل قوية تصل إلى قلب وعقل المستمعين.
النهاية المبكرة لأسطورة الموسيقى العربية
في 15 سبتمبر 1923، توفي سيد درويش عن عمر يناهز 31 عامًا، بشكل مفاجئ وغامض. ورغم قصر حياته إلا أن تأثيره على الموسيقى العربية كان كبيرًا وعميقًا ولا تزال ألحانه تعيش بيننا حتى اليوم. ترك سيد درويش إرثًا فنيًا لا يُنسى،وأصبح يُعرف بأبي الموسيقى المصرية الحديثة.
إرسال تعليق