الموسيقار علي إسماعيل : عبقرية مصرية

اشخاص شاهدوا الموضوع

كتب -  أحمد شوقى -  القاهرة

الموسيقى هي لغة الأرواح وهي الطريقة التي تعبر عن مشاعر الإنسان وأحاسيسه في أبهى صورها. ومن بين الأسماء التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى العربية يبرز اسم الموسيقار المصري الكبير علي إسماعيل

نشأة علي إسماعيل وبداياته الفنية

ولد علي اسماعيل في القاهرة عام 1922 وسط اسرة محبة للفن حيث كان والده مدرساً للموسيقى في البداية وبعد ذلك قائداً لفرقة الموسيقى الملكية

وكان علي إسماعيل في صغره يتمتع بأذن موسيقية حساسة فبدأ منذ صغره في تعلم العزف على الآلات الموسيقية و التحق بعدها بمعهد الموسيقى العربية و كان من ضمن دفعته الفنان عبد الحليم حافظ و الملحن محمد الموجي

و بعد انهاء دراسته في المعهد التحق كعازف في فرقة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لتكون مرحلة قصيرة في حياته لينطلق بعدها في عالم الألحان والتوزيع الموسيقي و يبدأ في وضع ألحانه الخاصة لكبار الفنانين حيث لحن لعبد الحليم حافظ أغنيه يا مغرمين و اغنية متصدقنيش و لاحقا لحن له العديد من الاغاني الوطنية ، كما لحن للعديد من المطربين الاخرين مثل شادية و سعاد محمد و محمد قنديل .

كما وضع علي إسماعيل الموسيقى التصويرية لحوالي 300 فيلم مصري نذكر منهم السفيرة عزيزة، الأيدي الناعمة، غرام في الكرنك، أجازة نص السنة، مراتي مدير عام، الأرض، الاختيار، العصفور، حكايتي مع الزمان، في الصيف لازم نحب، ثرثرة فوق النيل، أدهم الشرقاوي.».

و مع بداية تكوين فرقة رضا للفنون الشعبية تولى علي اسماعيل وضع الموسيقى والألحان أغاني الفرقة مثل أغنية حلاوة شمسنا و اغنية الاقصر بلدنا و رقصة المجنونة .

تزوج علي اسماعيل من الشاعرة نبيلة قنديل وأسفرت تلك الزيجة عن ألحان عظيمة و أغاني خالدة مثل اغنية رايحين في ايدنا سلاح والتي اصبحت ايقونة العبور و نصر أكتوبر و اغنية الارض لو عطشانة من فيلم الأرض.

ومن منا ينسى اغنية " اهو جه يا ولاد " اغنية شهر رمضان المعظم والتي ما ان نسمعها حتى تأخذنا ذكرياتنا بعيدا في روحانيات هذا الشهر المجيد.

جاءت وفاة علي اسماعيل بشكل مفاجئ يوم 16 يونيو عام 1974، خلال بروفات لأحد الأعمال المسرحية التي كان يضع الموسيقى والألحان الخاصة بها

وعلى الرغم من رحيله إلا أن أعماله لا تزال تشكل جزءًا من تراث الموسيقى المصرية. لم يترك علي إسماعيل إرثًا ماديًا بقدر ما ترك إرثًا فنيًا خالدًا ألهم الأجيال وجعل من موسيقاه جزءًا من الهوية الموسيقية المصرية.