اعداد : أحمد شوقي
فن الإنشاد الديني هو أحد الفنون التي تمتد جذورها في التاريخ المصري العريق، حيث عُرف بكونه وسيلة للتواصل الروحاني والتعبير عن المشاعر الدينية والوجدانية. مرّ هذا الفن بمراحل تطور عديدة منذ عهد مصر القديمة، وصولاً إلى العصر الحالي، واحتفظ بوجوده وتطوره مع تغيّر العصور وتطور المجتمعات.
الإنشاد الديني في مصر القديمة
في مصر القديمة كان للإنشاد الديني طابع خاص يرتبط بالطقوس الدينية في المعابد واحتفالات المصريين القدماء حيث كانوا يستخدمون الترانيم الدينية لإرضاء الآلهة وطلب الحماية والقوة وقد تضمنت تلك الترانيم كلمات قوية ومؤثرة تُعبّر عن الخشوع والإيمان. وقد وثقت النصوص القديمة مثل نصوص "كتاب الموتى" استخدم المصريين القدماء تراتيل وترانيم دينية تُنشد في المناسبات الدينية والجنائزية وتلك النصوص تحتوي على أدعية وصلوات موجهة للآلهة.
الإنشاد الديني في العصر القبطي
مع ظهور المسيحية في مصر شهدت الترانيم القبطية تطورًا جديدًا. فقد نشأت الترانيم القبطية كجزء من الطقوس الدينية المسيحية، واستمرت في الانتشار حيث كان يتم تأديتها باللغة القبطية. و اتسمت الترانيم القبطية بالميلودية الهادئة والإيقاعات الروحية وأصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة الدينية في الكنيسة القبطية حيث كانت تُستخدم في الصلوات والأعياد المسيحية. وقد انتقلت هذه الترانيم من جيل لآخر لتصبح جزءًا من التراث الديني المصري.
الإنشاد الديني في العصر الإسلامي
مع دخول الإسلام إلى مصر ظهر نوع جديد من الإنشاد الديني المرتبط بالتصوف الإسلامي والأناشيد التي تعبر عن الحب الإلهي والشوق للقاء الله. تأثر هذا الفن بتعاليم الصوفية التي جاءت إلى مصر وانتشرت الأناشيد الصوفية بين المجموعات الصوفية مثل المولوية والقادرية. اشتهر مشايخ الإنشاد الصوفي بأداء الأذكار والأناشيد الدينية باستخدام أدوات موسيقية بسيطة مثل الدف. ومع مرور الوقت، انتشرت مجالس الذكر والأناشيد الدينية في المناسبات الدينية مثل المولد النبوي وليالي رمضان.
الإنشاد الديني في العصر الحديث
في العصر الحديث شهد الانشاد الديني في مصر تطورًا ملحوظًا وأصبح أكثر تنوعًا. بفضل وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة وصل الإنشاد الديني إلى جمهور أوسع وظهرت فرق إنشادية تقوم بإعادة توزيع الأناشيد التقليدية بطريقة عصرية ومؤثرة. ومع ظهور شيوخ وفرق إنشادية معاصرة مثل الفنان محمد الكحلاوي الذي اشتهر بمدح النبي و اشهر اغانيه " لأجل النبي " والشيخ طه الفشنى أحد أعلام قراء القرآن الكريم
والمنشدين وكان صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد واشتهر بتواشيح وابتهالاته الشيخ نصر الدين طوبار منشد إسلامي وقارئ قرآن الذى اختير مشرفا وقائدا لفرقة الإنشاد الدينى التابعة لأكاديمية الفنون و أستاذ المداحين الشيخ «سيد النقشبندى» صاحب الصوت المتميز اشترك فى حفلات وابتهالات وأناشيد وتواشيح فى معظم الدول الإسلامية والعربية.
منشد البردة «عبد العظيم
العطوانى»، بفضل قصيدة البردة أشهر قصائد المديح النبوي للبوصيرى حيث توج
بإمامة فن المدائح النبوية فصار لا يعرف إلا بها ولا ينشدها إلا هو. وساقى الأرواح
الشيخ «أحمد التوني» سلطان المنشدين استطاع بأدائه المتميز الخروج بالغناء الصوفى
من المحلية إلى العالمية ثم عميد المنشدين الشيخ «ياسين التهامى» أسطورة الإنشاد
الدينى فى مصر الآن الذي أبدع لونا جديدا فى الإنشاد لم يكن موجودا من قبل
يزاوج فيه بين إيقاعات النغم الشرقى الأصيل والنغم الشعبي ويمتلك طاقة ومساحة
صوتية هائلة.
الخاتمة
يُعتبر فن الإنشاد الديني في مصر مرآة تعكس التقاليد والثقافة الدينية للشعب المصري عبر العصور، بدءًا من مصر القديمة، مرورًا بالعصر القبطي، ثم الإسلامي، ووصولاً إلى العصر الحديث. يجسد هذا الفن ارتباط المصريين العميق بالدين والحياة الروحانية،حيث ظل دائمًا وسيلة للتعبير عن الإيمان والخشوع.
رائع جدا يادكتور متألق دائماً ✨🌹✨
ردحذفرووووووووعاتك 🌹
ردحذفإرسال تعليق