الموسيقارمحمد فوزي : تملي في قلبي

اشخاص شاهدوا الموضوع

 


كتب أحمد شوقى  

يعتبر محمد فوزي احد اعلام الفن في مصر في القرن العشرين حيث كان مطرباً وملحناً وممثلاً ولد "محمد فوزي حبس عبد العال الحو" في قرية كفر ابو جندي التابعه لمركز طنطا محافظه الغربية في 18 اغسطس عام 1918 ونال الشهادة الابتدائية من مدرسه طنطا الابتدائية وبدا شغفه بالموسيقى منذ ان كان طالبا في المدرسة وبدأ في تعلم اصول الموسيقى في ذلك الوقت على يد الاستاذ محمد الخربتلي الذي كان احد اصدقاء والده وكان يصحبه للغناء في الموالد والافراح .

التحق بعد حصوله على الشهادة الاعدادية بمعهد فؤاد الاول للموسيقى في القاهرة حيث لم يكمل تعليمه بالمعهد واكتفى بعامين دراسيين فقط ليلتحق بعدها بالعمل في الملاهي الليلية مثل ملهى الشقيقتين رتيبة وانصاف رشدي قبل ان تستقطبه بديعه مصابني للعمل في صالتها الاشهر بين صالات القاهرة وبدا في تلحين الاستعراضات وغنائها وبدا اسمه يلمع بعدها في عالم الغناء فتقدم بعدها لاختبارات الاذاعة كمطرب ولكنه فشل كمطرب ونجح كملحن.

البداية في السينما

بعد ذيوع صيته كمطرب في صالة بديعه مصابني طلبه يوسف وهبي ليمثل دورا صغيرا في فيلم اسمه "سيف الجلاد" يغني فيه اغنيتين من الحانه وكانت بدايته في السينما باسم محمد فوزي بعدها شاهده للمخرج محمد كريم ليسند له دور البطولة في فيلم "اصحاب السعادة" امام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده ونجح الفيلم نجاحا غير متوقعا ساعده على انشاء شركته السينمائية للإنتاج والتي حملت اسمه ليتربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طوال عقدي من الزمن.

 يعتبر محمد فوزي اول من غنى اغاني للأطفال في افلامه حيث لحن وغنى اغنيتي "ماما زمانها جاية" و "ذهب الليل" لتصبح هي اغاني الطفوله لاجيال واجيال وحتى الان.

موهبة محمد فوزي لم تقف عند التلحين و الغناء فقط بل كان يسخر كل إمكانياته من أجل الفن ففي عام 1958 استطاع فوزي تأسيس شركه مصر فون لإنتاج الاسطوانات وتفرغ لإدارتها حيث كانت اول شركه مصريه وطنيه لإنتاج وتصنيع الاسطوانات وكانت ضربه قاسمه لشركات الاسطوانات الأجنبية التي كانت تحتكر انتاج الاسطوانات و تبيعها بثمن 95 قرشا للأسطوانة بينما كانت شركه فوزي تبيع الأسطوانة ب 35 قرشا .

 وانتجت شركه مصر فون اغاني لكبار المطربين في وقتها و أدى تفوق شركه فوزي في السوق ومع جوده انتاجها الى اتجاه الحكومة الى تأميمها عام 1961 وتعيينه مديرا لها الامر الذي ادى لإصابته باكتئاب شديد كان مقدمه لرحلة مرض طويله انتهت برحيله بمرض سرطان العظام والذي لم يكن معروفا في وقتها لدرجه ان الاطباء اطلقوا على المرض الذي اصابه مرض محمد فوزي.

وفي عام 1957 لحن فوزي النشيد الوطني لدولة الجزائر ورفض ان يتقاضى عليه اي اجر مما دفع الحكومة الجزائرية الى تكريمه والاحتفاء به بأطلاق اسمه على معهد الموسيقى في الجزائر وهو الامر الذي لم يحصل عليه فوزي في وطنه مصر.

كما لحن فوزي اغاني لكبار المطربين والمطربات في عصره مثل "محمد عبد المطلب" و "ليلى مراد" و "شادية" و "صباح "و "هدى سلطان" شقيقته.

ومن اشهر اغاني محمد فوزي والتي دمج فيها الوان موسيقية مختلفة جمعت بين الموسيقى الشرقية والنغمات الغربية اغاني مثل "شحات الغرام"  "تملي في قلبي"  "مال القمر ماله" "طير بينا يا قلبي " واغنيه "كلمني طمني" والتي غناها بدون موسيقى تُعزف في الخلفية بل اعتمد على اصوات لأشخاص حقيقيه وهي بالمناسبة الأغنية التي تسببت في رفضه كمطرب في الإذاعة.

توفي محمد فوزي عن عمر ناهز 48 عاما في 20 اكتوبر عام 1966 حيث افاق من غيبوبته ونادى على زوجته وطلب منها ان يرى اولاده جميعا وعاد الى فقدان الوعي مره اخرى وقبل وفاته بخمس دقائق اخذ يغالب نفسه حتى لا يسقط في الغيبوبة مره اخرى وهو يقول لزوجته انه سيموت بعد خمس دقائق ولا يريد ان يدفن اليوم بل يريد ان يدفن في اليوم التالي الموافق يوم الجمعة وان تطلع الجنازة من ميدان التحرير وفعلا بعدها بدقائق تصعد الروح لبارئها لتنتهي رحله مرضه القاسية.

الخلاصة

محمد فوزي رمز من رموز الفني المصري حيث اثرت اعماله في اجيال متعاقبة بفضل عبقريته وروحه الابتكارية وجرأته في الالحان الصعبة و سيظل اسمه خالدا في عالم الفن.

اضف تعليق

أحدث أقدم