كتب - أحمد شوقى
الميلاد والنشأة
وُلد رياض محمد السنباطي في 30 نوفمبر 1906 بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط ونشأ في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية. كان والده من العارفين بالموسيقى وملحنا ومنشدا يجيد العزف على العود وكانت له فرقة موسيقية تحيي الأفراح والمناسبات فولدت في رياض الموهبة الأولى. وفي معهد الموسيقى العربية صقل هذه الموهبة التي اكتسبت بريقاً، فكانت موهبته تجمع بين الفطرة والاكتساب
لم يكن السنباطى يهوى الدراسة كثيراً، وكان ضعف بصره وهو طفل السبب الذي حسم تركه للمدرسة، فاقترب من والده وتعلم على يده الكثير من أسرار الموسيقى والعزف، ونضجت موهبته، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1928، للدراسة في معهد الموسيقى، الذي نبغ فيه، وشاع اسمه كملحن ممتاز، ولحن للعديد من المطربين الكبار أمثال عبد الوهاب، أم كلثوم، نجاة، منيرة المهدية.
مشواره
في عام 1934 قام بتقديم عزف منفرد في الإذاعة، ثم لحن العديد من أغاني الأفلام، وكان تعاونه مع السيدة أم كلثوم محطة هامة في تاريخ الغناء العربي، حيث برع في تلحين القصائد والأغاني الطويلة، ومع تطور أسلوب السنباطي وسطوع نجم أم كلثوم في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، سهل لهما التلاقي. وكانت البداية بأغنية "على بلد المحبوب وديني"، التي قدمت عام 1935 ولاقت نجاحا كبيرا.
لينضم السنباطي إلى جبهة الموسيقي الكلثومية والتي كانت تضم محمد القصبجي وزكريا أحمد. إلا أن السنباطي كان مميزا عن الآخرين فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم بلغ عددها نحو 90 لحنا، إلى جانب تميزه فيما فشل فيه الآخرون الا وهي القصيدة العربية التي توج ملكا على تلحينها. سواء كانت قصيدة دينية أو وطنية أو عاطفية، ولذلك آثرته السيدة أم كلثوم من بين سائر ملحنيها بلقب العبقري.
وبعد أغنية «على بلد المحبوب وديني»، لحن رياض لأم كلثوم «النوم يداعب عيون حبيبي»، كلمات أحمد رامي. والتي أعجبت بها أم كلثوم وقدمتها في حفلها الشهري على مسرح قاعة ايوارت التذكارية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وكان حفلا مذاعا، ويعتبر من المنعطفات في حياة أم كلثوم والسنباطي معا. وظل رياض يمد أم كلثوم بألحانه وروائعه.
وتعد أغنية "الأطلال" من كلاسيكيات الموسيقى العربية وهي الأغنية التي اعتبرها النقاد تاج الاغنية العربية وأروع اغنية عربية في القرن العشرين، كما يعدها الكثيرون أجمل ما غنت أم كلثوم و أروع ما لحن السنباطي. غنتها أم كلثوم عام 1966 وهي أجزاء من قصيدة الأطلال الاصلية بالإضافة إلى أجزاء من قصيدة الوداع للشاعر إبراهيم ناجي.
مؤلفاته
يعد السنباطى واحدا من أهم من أسهموا في تاريخ الموسيقى العربية الحديث، وهو صاحب رصيد كبير ومهم في تاريخ الغناء العربي، إذ بلغت مؤلفاته الغنائية 539 عملاً في نطاق الأوبريت والاسكتش والديالوج والمونولوج والأغنية السينمائية والدينية والقصيدة والطقطوقة والموال، وكان من أوائل الموسيقيين الذين أدخلوا آلة العود لتعزف مع الأوركسترا.
بلغت مؤلفاته الموسيقية٣٨ مقطوعة وبلغ عدد شعراء الأغنية الذين لحن لهم 120 شاعراً. وأبرز من غنوا أعماله: أم كلثوم، ومنيرة المهدية، وفتحية أحمد، وصالح عبد الحي، ومحمد عبد المطلب، وعبد الغني السيد، وأسمهان، وهدى سلطان، وفايزة أحمد، وسعاد محمد، ووردة، ونجاة، وعزيزة جلال. ورياض السنباطي هو الموسيقار الوحيد الذي قدم ألحانًا لمطربين من معظم الدول العربية.
الجوائز والأوسمة
نال السنباطي أوسمة وجوائز مهمة، منها وسام الفنون من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات، جائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس عام 1964، وجائزة الريادة الفنية من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1977، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون والموسيقى عام 1980. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون.
أعطى رياض السنباطى في كل المجالات، حتى التمثيل حيث كانت له فيه تجربة يتيمة، إذ قدم فيلم "حبيب قلبي "تأليف يوسف جوهر، إخراج حلمي رفلة، وشاركته البطولة هدى سلطان، ومحسن سرحان، وفردوس محمد.
شغل رياض السنباطي عضوية عدد من اللجان والجمعيات الفنية منها: نقابة المهن الموسيقية، جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى، لجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى للفنون والآداب.
وفاته
رحل رياض السنباطي في 9 سبتمبر 1981.
للاطلاع عن مجلة الموسيقى العربية
إرسال تعليق