عصام شحاته
عيد الأضحى المبارك يحمل بين طياته إرثًا تاريخيًا ممتدًا عبر العصور، حيث تختلف طرق الاحتفال به من زمن إلى آخر. وفي العصر الفاطمي، كانت لهذه المناسبة طقوس خاصة، أبرزها مراسم نحر الأضاحي، التي كانت تتم في موقع مخصص بالقرب من القصر الشرقي الكبير، وفقًا لما ذكره المقريزي.
بحسب روايات المؤرخين، كان الخليفة يؤدي صلاة العيد ويخطب في المصلى، ثم يتوجه إلى المنحر، حيث كان يتولى عملية نحر الذبائح بنفسه، وسط تكبيرات المؤذنين. وكانت الحربة التي يستخدمها الخليفة تُسلم إليه من قبل قاضي القضاة، وهي عادة أرسى دعائمها العزيز بالله نزار بن المعز، الذي بدأ تقليد توزيع اللحوم على أصحاب المناصب وفقًا لمكانتهم.
أما موائد الأسمطة، فكانت إحدى أبرز سمات العيد، حيث يتم إعداد الولائم الضخمة على مدار ثلاثة أيام، بتكلفة تجاوزت ألف وثلاثمائة دينار، تتخللها كميات ضخمة من السكر المستخدم في صناعة الحلويات الخاصة بالاحتفالات.
وكانت مراسم العيد تختتم بخلع الخليفة على الوزير ردائه وعقدًا مميزًا، كإشارة إلى انتهاء الاحتفالات الرسمية، ليعود الوزير محاطًا بالمظاهر الاحتفالية إلى دار الوزارة، في مشهد يعكس الأبهة التي كانت تصاحب هذه المناسبة.
إرسال تعليق